﴿وَإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَا﴾ ��

الأحد، 5 يونيو 2016

سعي ١ | ملاك آل عسيم | حفظ القرآن كإبصاره

"السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,
أمَا بعد :

حيّاكم الله جميعًا , اليوم بإذن الله سـ أبوح عن صفحة من أجمل صفحات عمري

عشتها في أواخر المرحلة الثانوية. 



القصه























بدايتي :

أنا منذ الصغر أحببتُ القرآن حبًا شديدًا وكنت كـ بقية الناس احفظ في دورِ التحفيظ 
وبلغ مجموع ما حفظته منذ الصغر وحتى مرحلة ثاني ثانوي أكثر من نُصيفِ القرآن 
ولكن كان حفظي يذهب هباءً منثورًا بسبب عدم مراجعتي لما حفظت
والسبب في هذا هو استماعي لـ الغناء رغم أني لم أكن أسمع بجنون 
لكن كما قال ابن القيم : 

حُبّ القرآن وحبّ ألحان الغناء * في قلب عبدٍ ليس يجتمعانِ


ثمّ مضت الأيام , وفي إحدى ليالي رمضان من عام 1431هـ 




كنت قد ذهبتُ لـ احضرَ ليلة الختمة مع إمام حيّنا - فالله قد وهبه جمال الصوت- 
وبين صلاة الشفع والوتر جيءَ بـ شيخ ألقى علينا محاضرة يسيرة 
لا أتذكر منها كلمة واحدة لكنّها كانت تتحدث عن عائشة -رضي الله عنها -
وكان ذلك الشيخ شخصٌ بكّاء أحسبه والله حسيبه من أهل الصدق- 
فـ أثرت محاضرته فيّ تأثيرًا جمّا حتّى أنّي في تلك الليلة تركت كلَ ذنبٍ اقترفته 
طوال أيام رمضان , وحينما انتهى رمضان ماهي إلا أيامٌ قلائل 
حتى عدت لـ أيّامي السابقة ولكن بعد مضيّ فترة اشتقت لمشاعر جميلة
عشتها حينما أقلعت عن الذنوب وقلت : رمضان قريب











وذات يوم سمعت مقطع يتحدّث عن آية 
( يا أيّها الذينَ ءامنواْ كُتب عليكم الصيّامُ كما كتِب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) 
لـ الشيخ محمد العريفي فعقدتُ عزمي على ترك كُل ذنب في رمضان 
حتى نغمة المنبّه جعلتها نشيد وترقبت النتيجة بنهاية الشّهر
كانت النتائج مذهلة ♥ وشعرتُ فيها بتغيّرٍ شديد ولكن لم تمر سوى أشهر قليلة 
وقد عدت لما كنت عليه- ما أحلم الله- وهذا قد حدث في رمضان عام 1432هـ , 
بعد شهور من عودتي لـ الذنوب قرّرت تركها لله ولكن عزمي لم يكن قويّا 
فـ انتظرت رمضان لكن هذه المرّة اختلف شيئين

أولًا قلّلت من الذنوب بقدر المُستطاع 


ثانيًا رأيت في المنام أنّي أؤخر الصلاة عن وقتها

- رغم أنّي على أرض الواقع لا أؤخرها الحمد لله-
فقلت أضغاثُ أحلام ولكن تكرَر الحلم كثيرًا فذهبت لتفسيره 
وما إن تأوَلت رؤياي علمتُ عظيم لُطف الله فقد كان تفسير الحلم أنَي أنوي خيرًا 
ولكنّي أؤخره وقد كان وقتُ تأويلها قُبيلَ رمضان فقلت سأبذل جهدي لتركها 

وما أن أعلنوا أنّ الليلة رمضان وكان هذا رمضان عام 1433هـ 

فما أن أعلنوا عن دخول رمضان استبشرت كثيرًا 
وفي لحظتها عزمت على هجر الذنوب هجرًا جميلًا 
فبدأت بحذف كُل المقاطع التي تحوي موسيقى واعتزلت أهلي لئلّا أرى أو أسمع ذنبًا 













وحينما انتهى رمضان وجاء العيد بدأت الدراسة بعدها بأيّامٍ قلائل 
بعد مضيّ ما يقارب أسبوعين أو ثلاثة أسابيع جاءت إليّ طالبة 
بينما كنت أتحدّث مع صويحباتي عن مسابقة تسميع كل يوم سبت بأي جزءٍ أريد 
فدخلت معهنّ وقد كانت بدايتي مع جزء يوسف وبينما كنت أمضي في حفظي 
قرأت أنّ من أسباب الخشوع تغيير السور المتكرّرة فقلت سـ أجرب لن أخسر شيء
فصادف صلاة المغرب وقرأت فيها آخر وجه من سورة الرعد ,
يا الله كانت أوّل صلاة لي بهذا الخشوع و الاطمئنان 

وحالما انتهيت شعرت بوحيٍ من الله أُلهمت فيه حفظ القرآن

وبدأت اخطط واجتهد لكي اختم القرآن فلم أُنهي مرحلة ثالث ثانوي
إلا وقد ختمت 19 جزء فالحمد لله الذي بنعمه تتمّ الصالحات 
ولكن توقفت لمدة 5 أشهر لأسبابي الخاصّة وحين عاودت الحفظ 
كثفّت في نصابي فأنهيت 11 جزء خلال شهرين ونصف 





















في ليلة السبت يوم 23/3/1435هـ الساعة الـ11:25 
زُفّت روحي خاتمة لكتاب الله بحفظي لآخر وجه من القرآن من سورة المرسلات .



" فانظُرْ إلى آثارِ رحمةِ اللهِ كيفَ يُحيي الأرضَ بعد موتِها


لمّا كنت أسمع الغناء ما يسّر الله لي إتقان القرآن وما أن تركت الغناء 

كانت اول توبة لي مع الله بصدق غمرتني فيها مشاعرٌ جميلة
تقف الأحرف عاجزة أمام وصفها

وكما قال صلى الله عليه وسلم 

" اعلم أنّك لن تترك شيئًا لله إلا بدلّك الله بما هو خيرٌ لك منه " 
فلو كنتُ أعلم أنّ الغناء حاجزي عن حفظ القرآن لتركته منذ زمن بعيد 
ولكن لله حكمة حين جعلني أدرك هذا الأثر بعد تلك السنوات .

.


















أنا الآن أكتب لكم قصتي وقد مضى عليها أكثر من عامين بعينين مملؤة بالدّموع والفرح 

فلا ليس شيء أعظم من ختم القرآن ووالله ما رأيت الخير إلا منذ أن صاحبت القرآن
فدعواتي التي لطالما تمنيت أن تستجاب منذ أن صاحبت القرآن 
أصبحت تستجاب بين عشيَّةٍ وضحاها 

وكنت أدعو الله في كبير أمري وصغيرهِ حتّى شعرت بأني أملك عصا سحرية 
أنا أحدّثكم عن قصتي لأخبركم أن لولا جحود النعمة لتمنيت أن أُنسى القرآن 
وابدأ حفظه من جديد من شديد اللذّة التي وجدتها ايام حفظي 
والله لا أذكر أني تخليت عن حفظ ومراجعة القرآن ولا يومًا واحدًا مهما كانت الظروف ,

كنت أحفظ وأراجع أيام الإختبارات النهائية وأيام العيد وحتى في السفر 

بل في عزاء ابنة خالتي كنت أراجع وردي 

واليوم أنا أذوق لذّة تلك الأيام التي شددتُ فيها على نفسي

لأني اقرأ القرآن قيامًا وقعودًا وعلى جانبي
فإذا أردتم جنة الحياة لن تجدوها إلا في صفحات القرآن 
بل العجيب أنّه رغم مضيّ أكثر من عامين إلا إنّني ما زلت أتذوق سعادة ليلة الختمة
فالقرآن جنّة يامن تبحثون عن السعادة , انتهى."


يُتبع +


























كيف ؟

الجميله ملاك كان عندها خطه منظمّه في هدفها لحفظ القرآن الكريم
نشرتها قبل فتره بتويتر وأحببت أجسدها بمقطع فيديو حتّى يكون نطاق انتشارها أوسع 

"طريقة حفظ القرآن كإبصاره
















أوّل الغيث قطره ولذّة الأحلام في سعيك لها 

استمتعوا 









فاللهمّ لك الحمدُ حتى ترضى 
ولك الحمدُ إذا رضيت 
ولك الحمدُ بعد الرضا
ولك الحمدُ على كل حال
الحمدُلله الذي بنعمته تتم الصالحات 


لِعرض مُبادرتك :

هناك تعليق واحد:

  1. لله درها تلك الملاك ، لله دركم يا صُحبتها ، وددت لو أني أمتلئ بما تحملون في صدوركم ، أشعر بأني ضيعت الكثير من عمري ، أنا في عمركم ولم أحقق شيء ، أرى ما حققتم فا والله أني أغبطكم ،أنوي البدء ولكن متى سأصل �� ها أنا على أبواب التخرج و سأنتهي دون فائدة أو ثمرة جنيتها ���� المقصد هو أنني حين أتخرج سأكون حبيسةً في منزل سلبي جدا ، أسرة تحطم أحلامي و لا تعينني على إكمال الطريق ، المؤمن قوي بإخوانه و أن تخرجت سأفتقد من يعينني ، فاللهم صبرا على صبري و قوة و ثباتا ، اجعلوا لي دعوة صادقة بأن أصبح مثلكم و يجعل الله لي شأنا عظيما في الدنيا و الآخرة ، استودعكم الله

    ردحذف